-->

تعريف التلوث ومصادره وصور


التلوث

يعدُّ التلوث من أكثر الموضوعات المثارة في واقعنا اليوم، نظرًا لما يشتمل عليه من مخاطر تكاد تهدد بفناء كوكبنا وتضرره. ومع تزايد الملوثات يومًا بعد آخر، أصبح من الصعب أن يتجاهل الناس التلوث، فقد غدا أمرًا يوميًّا، ومأساة جامحة تهدد الإنسان في كل أموره الحياتية.
 نجد التلوث في التربة، وفي الهواء الذي نستنشقه، وفي الماء الذي نشربه، وإذا كانت البيئة تشكل المحيط أو الوسط الذي نحيا فيه، فإن حدوث أي خلل من أي نوع في هذا الوسط، سيؤدي بالإضرار بالكائنات الحية التي تعيش فيه. وهذا بدوره يؤثر سلبًا على دورة حياة تلك الكائنات ويعجل بفنائها.
مما سبق نتبين أن التلوث يعد من الأمور التي تمثل خطورة شديدة على كوكب الأرض وعلى الكائنات الحية فيه، فهو المدمر القاتل الذي ينهي حياة الكائنات ويتحكم في مواردها الطبيعية وصلاحيتها للحياة والاستمرار.
-     تعريف التلوث:
يمكن أن نضع أيدينا على تعريف موجز للتلوث بأنه: إدخال الملوثات إلى البيئة الطبيعية، مما يصيبها بالضرر، ويسبب الاضطراب في النظام البيئي. ولا يقتصر التلوث على المواد الكيميائية فقط، بل يشتمل على مجموعة من المواد الأخرى مثل التلوث الضوضائي والحراري... إلخ. يتمثل التلوث إذن في كل عنصر من العناصر الدخيلة على الطبيعية، إنها عناصر مهلكة للتربة وللزراعة والكائنات الحية.
-    مصادر التلوث:
ما الأمور الدافعة للتلوث البيئي؟ لا شك أن هناك مجموعة من مصادر التلوث، ومن أبرزها ما يلي:
·     المصادر الصناعية: وتتمثل في المصانع وما تنتجه من ملوثات للبيئة، وعن طريق المداخن أو النفايات أو المياه السطحية، ومن أبرز تلك الصناعات الملوثة للبيئة: صناعة المنسوجات، ومواد البناء، والمدابغ، والصناعات الغذائية...
·     المصادر المنزلية: ويقصد بها تلك المصادر التي تخرج من المنزل، مثل مخرجات المراحيض والمطابخ، بالإضافة إلى التلوث الغازي من خلال إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون في عمليات الاحتراق التي تتم في المنازل.
·     المصادر الزراعية: ويقصد بها الملوثات الناتجة من استخدام المبيدات الحشرية، والكيميائية، في الزراعة، إضافة إلى غاز الميثان الناتج عن تربية المواشي، بجانب مخلفات الحاصلات الزراعية وعمليات التعبئة والتغليف، وغير ذلك...
·     مصادر وسائل النقل: وتتلخص في عوادم المركبات والسيارات وما تخرجه من ملوثات كثيرة تؤثر على البيئة.
-     أنواع التلوث:
·     تلوث المياه: تعد الملوثات المائية من الخطورة بمكان، حيث تتجمع في القنوات الناقلة للمياه بين الحقول الزراعية والمناطق الريفية والحضرية والصناعية، مجموعةٌ من أخطر الملوثات مثل: المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، النفايات والأكياس البلاستيكية، وبقايا المواد العضوية، وكل ما يلقى فيها من أشياء ضارة.
      ويعتمد تلوّث الماء بشكل أساسي على كمية الملوثات المتراكمة داخله، فإذا كانت مساحة المياه كبيرة (المحيطات والبحار الكبيرة والأنهار)، فإنها في الوقت نفسه تكون مستعدة لتقبل قدر معين من التلوث، ذلك أنها مؤهلة لتنظيف نفسها بنفسها من خلال عملية جريان المياه، وهذا بخلاف المياه الراكدة التي تتأثر بشكل كبير بالملوثات. يضاف إلى تلك الملوثات انتشار إلقاء الأكياس البلاستيكية في المياه، بجانب تسرب النفط في المحيطات، وارتفاع نسبة الأملاح الحمضية فيها مع مرور الوقت.
·     تلوث الهواء: من أخطر الملوثات على حياة الإنسان وبقائه، وتنقسم ملوثات الهواء إلى نوعين رئيسين: الملوثات الخفيفة المعتدلة، وهى عبارة عن تلوث طفيف لا يؤثر على صحة الإنسان، ويكون التعرض له لمدة قصيرة، وهو غير متكرر. أما الثاني: فهي الملوثات الهوائية عالية المستوى، وهي مؤثرة على صحة الإنسان وتؤذي جهازه التنفسي بعدة أمراض، لكونها مستديمة بصورة كبيرة، ولفترات كبيرة.
·     تلوث التربة: وهو تلوث مرتبطة بالصناعة وبمخلفاتها، وبالمواد التي تتسرب للتربة عن طريق الملوثات الصناعية.
·     التلوث البيولوجي: ينشأ التلوّث البيولوجي في البيئة نتيجة وجود الكائنات الحية الدقيقة وغير الدقيقة في الوسط البيئي مثل الفطريات والبكتيريا، وكنتيجة مباشرة لاختلاط الكائنات المؤدّية للأمراض بمصادر غذاء الإنسان أو بموارد المياه أو بالهواء، فإن ذلك يؤدّي إلى إصابة الإنسان بمجموعة من الأمراض إثر التلوث البيولوجي،
ومن الأسباب في تكون التلوث البيولوجي، عدم الاكتراث بمعالجة مياه المجاري والصرف الصحي كيميائيًا قبل التخلّص منها، مع إلقائها في الموارد المائية العذبة. وكذلك عدم مراعاة القواعد الصحيّة العامة في المجتمع، وأيضًا عدم التخلص من جثث الحيوانات النافقة الموجودة في البيئة.
·     التلوث الضوضائي: وهو نوع من الملوثات المؤثرة على الناحيتين السمعية، والنفسية، وقد حدث هذا نتيجة انتشار المركبات والأنشطة الصناعية والماكينات عالية الضجيج. ويسبب التلوث الضوضائي في حدوث آثار نفسية وتأثر سمعي وتلوث كبير.
·     التلوث الكيميائي: يسمى أي تلوث بالكيميائي إذا كان المسبب له في الأساس مواد كيميائية بغض النظر عن الغرض المستخدمة لأجله. وتشتمل الملوثات الكيميائية على  أدخنة السيارات والمصانع ومواد التنظيف، ويحدث التلوث عندما تدخل هذه المسببات في مكوّنات البيئة كالماء أو الهواء فتحدث تلوثًا بيئيًا خطيرًا.
      ويعدّ التلوث الكيميائي من أكثر الملوثات خطرًا على الحياة على سطح الكرة الأرضية. ولعل ما جعل هذا النوع أكثر خطورة، نتيجة الثورة الصناعية والمشروعات الصناعية التي شهدها العالم أجمع في النصف الثاني من القرن العشرين.
 ويعد الرصاص من أكثر المواد الخطرة التي تتسبب في تلوث البيئة، ويضاف إليه أيضًا مركبات كبريتيد الهيدروجين ومركبات الزئبق، والأسمدة الكيماوية، والمواد الحشرية والنفط... إلخ. ومن الجدير بالذكر أن الإخلال بمعايير ضمان الحد من التلوث يعد من أكثر الأمور التي تؤثر على سلامة البيئة، وأيضًا من أكثر الأمور التي تؤدي إلى انتشار جائحة التلوث بشكل كبير.
-     مسببات التلوث:
لعل من أهم المسببات للتلوث ما يلي:
·     انتشار المصانع الكيميائية بشكل كبير.
·     عدم التخلص من النفايات النووية بشكل صحي وآمن.
·     انتشار النفايات، وعدم التخلص منها بشكل سليم.
·     الاعتداء الجائر على الغطاء النباتي، وقطع الأشجار وحرمان البيئة من الهواء الصحي.
·     كثرة الأدخنة المنتشرة في كل مكان، المصانع، والبيوت، والشوارع، مع انتشار عوادم السيارات.
-     أضرار التلوث:
الاحتباس الحراري: يحدث نتيجة ارتفاع تركيز بعض الغازات في الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي، مما يؤثر على ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض، وهو ما يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، وهي ظاهرة تؤدي على أضرار حيوية مؤثرة على الصحة العامة وحياة الكائنات الحية.
الأمراض البشرية: تنتشر الأمراض باعتباره ناتجًا عن التلوث بأنواعه المختلفة، فيصاب البشر بأنواع مختلفة من الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي، وبعض الأنواع من السرطانات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة، بجانب أمراض التلوث السمعي والنفسي الناتجة عن التلوث الضوضائي والضوئي.
الأمطار الحمضية: تحدث نتيجة إطلاق أكاسيد النيتروجين والكبريت إلى الغلاف الجوي، ومن ثم  تتكوّن الأمطار الحمضية، والتي تؤثر بدورها سلبًا على الحياة البرية، والغابات، والحياة المائية، مثل الأنهار والبحيرات بالإضافة إلى تشويه المعالم العمرانية المهمة؛ كالآثار.
 تدهور الغطاء النباتي: يتدهور الغطاء النباتي نتيجة ارتفاع نسبة الأوزون في الجو، مما يمثل تهديدًا خطيرًا للغطاء النباتي؛ ومن هنا تحدث قلة في  كمية المحاصيل المنتجة، وفي قدرة النباتات على مقاومة الأمراض والآفات، إضافة إلى تدهور الغابات.
-     كيفية القضاء على التلوث:
هناك سبل من شأنها تقليل خطر التلوث، ومن أهمها:
·     التقليل من انبعاثات السيارات، واستخدام السيارات الصديقة للبيئ’
·     استخدام الطاقة الشمسية بدلاً من المصادر التقليدية.
·     التخلص من النفايات بطريقة صحية وآمنة.
·     سن القوانين للحد من التلوث الضوضائي، وإنشاء طرق خارج المدن المكتظة بالسكان.
·     التقليل من الأدخنة المتصاعدة من المحروقات، والمداخن، وإيجاد الطرق البديلة لذلك.
·     عدم إلقاء المخلفات أو النفايات في المياه.
·     عدم الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية.

___________________
المراجع
1.  تلوث البيئة مصادره وأنواعه، مجلة العلوم التقنية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، السعودية، يونيو 1988 م- 1408 هـ.
2.  الملوثات البيئية ومؤثراتها الجانبية، د. فوزي إسماعيل عيسى، دار الكتب العلمية، القاهرة، د.ت.
3.  تلوث البيئة ثمن للمدنية، عبد السلام على زين العابدين، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، 2005.
4.  التركاوى، عمار خليل المحيميد الدريس، رمضان محمد بطيخ، فاطمة محمد إبراهيم أبو شوك، ومحمد سعيد حسين أمين: "مسئولية الدولة عن أضرار التلوث البيئى: دراسة مقارنة"، رسالة ماجستير. جامعة عين شمس، كلية الحقوق، قسم دولي عام، 2007.
5.  الشافعي، نوري رشيد نوري، و رشيد مجيد محمد الربيعي. "تلوث الأنهار الدولية" رسالة ماجستير. جامعة بغداد، بغداد، 2006.



شارك الموضوع عبر :

كاتب الموضوع : designer2335

اعلان

صندوق البحث

أرشيف الموقع

المشاركات الشائعة خلال الشهر

إعلان

المشاركات الشائعة خلال الأسبوع