وزارة البترول المصرية تشارك في مؤتمر حوار المتوسط
شاركت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية في
فعاليات المؤتمر السنوي "حوار المتوسط"
في نسخته الخامسة، والذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية بالتعاون
مع المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)
خلال الفترة من 5-7 ديسمبر الجاري بالعاصمة الإيطالية روما، بهدف صياغة أجندة إيجابية لمعالجة التحديات المشتركة
على المستويين الإقليمي والدولي من خلال تبادل الآراء والمقترحات والتحليلات.
كما ويعتبر المؤتمر الذي تم إطلاقه عام 2015م أحد
أهم المحافل الدولية بمنطقة البحر المتوسط، ويشارك فيه رؤساء ووزراء وممثلو حكومات
دول البحر المتوسط.
وتهدف النسخة
الحالية من المؤتمر "روما 2019" إلى مناقشة عدة قضايا إقليمية ودولية في
المجالات الاقتصادية والسياسية كسبل تحقيق أمن الطاقة واستقرار سوق الطاقة الاقليمي
وتخفيف التقلبات به بالإضافة إلى إجراء تقييمات لأوضاع أسعار الطاقة العالمية حالياً
بالنسبة للمنتجين والمستهلكين وتطور ميزان العرض والطلب ووضع توقعات للفترة المقبلة،
فضلاً عن مناقشة شفافية تبادل البيانات والشراكة العالمية لتحقيق أمن الطاقة ومدى مساهمة
التكنولوجيات الحديثة في سرعة تحقيق الأهداف المشتركة وخفض التكاليف مع الحفاظ على
كفاءة العمليات.
وتطرق مسئولو
وزارة البترول في الجلسة النقاشية التي عقدت تحت عنوان "أمن الطاقة في
القرن الواحد والعشرين"، إلى المبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط لتحقيق
الاستفادة الاقتصادية لدول وشعوب المنطقة من ثرواتها، وتوقيع اتفاق تعاون بين مصر،
والولايات المتحدة منذ شهور قليلة، لدعم مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة وتحسين
كفاءة الطاقة، ما يتماشى مع اتفاق الشراكة الموقع من قبل بين مصر والاتحاد الأوروبى
بحيث نسهم إلى جانب روسيا في تأمين إمدادات الطاقة لأوروبا، لافتًا إلى أن كلا الاتفاقين
مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مكملين لبعضهما لكى تصبح منطقة شرق المتوسط
مصدراً للغاز لأوروبا الأمر الذى يسهم في تأمين مصادر الطاقة بالمنطقة وتنويعها.
وأشاروا إلى خصوصية العلاقة بين مصر وإيطاليا في إقليم
المتوسط وشراكتهما المتميزة في مجال الغاز الطبيعي قائلين "عندما نتحدث عن إيطاليا
بالنسبة لنا في مصر، نذكر "اينى" والتي تعد من أكبر منتجي البترول والغاز
في مصر بدون مبالغة فهي تنتج نحو ٤٠% من ثروة مصر البترولية ، وأكبر مثال هو حقل ظهر
العملاق الذى بلغ إنتاجه حاليا 2.7 مليار قدم مكعب، وإيطاليا تعد من الدول المؤسسة
والأولى المشاركة في منتدى غاز شرق المتوسط
ودورها المستقبلي مهم للغاية في تأمين مصادر الغاز بالإقليم من خلال ما تمتلكه من شبكة
كبرى وبنية تحتية وتسهيلات ضخمة ستساعد على نقل الغاز وتصديره إلى دول أوروبا عبر ايطاليا
، فهي بوابة دول المتوسط إلى أوروبا بهدف تنويع مصادر الطاقة وتأمينها للدول الأوروبية
".
أما أسعار الغاز المنخفضة حالياً فقد ذكروا أنها بمثابة
تحد كبير أمام الشركات المنتجة لتأثيره على تنمية الحقول ومشروعات انتاجه، معربا عن
ثقتهم في مساهمة التكنولوجيات المستخدمة في تخفيض تكلفة إنتاج الغاز بحقول المتوسط
، وأن الحوار الدائر بين الدول والشركات سيسهم كذلك في ذات الاتجاه للوصول لأسعار مقبولة
في السوق ، مؤكًدا حتمية التوسع في استخدامات الغاز بمنطقة المتوسط وعدم الاكتفاء بتصديره
داعيا إلى تنويع وزيادة استخداماته في الصناعات المختلفة والمنازل والسيارات ، مشيراً
إلى أن عام 2020 سيشهد مزيداً من استخدامات الغاز لزيادة القيمة المضافة في الدول المكتشفة
له.
ولفتوا إلى أن إقليم المتوسط ليس منفصلاً عن العالم
بل يتأثر بما يمر به من تحديات وأحداث ، ما يدعو الى ضرورة الإسراع بتنويع مصادر الطاقة
فنحن في المنطقة لم نصل إلى مرحلة الاستقلالية الجيوبولتيكية عن العالم وما يمر به.
ونوهوا أن اتفاق منظمة أوبك وحلفاءها في أوبك بلس
مؤخراً يعكس مجهود من الطرفين ترجع بدايته الى 3 سنوات مضت لتحقيق الاستقرار والتوازن
في الأسواق العالمية للبترول، مشيرين إلى أن مصر ليست عضوة في أوبك ولكنها دولة منتجة
تستكمل تلبية احتياجاتها البترولية باستيراد جانب منها، مؤكدين أن رؤية مصر هي الوصول
إلى أسعار عادلة لتكون السائدة في سوق البترول العالمي خاصة أن الأسعار المرتفعة تؤثر
بشكل سلبي على اقتصاديات الدول المستوردة والأسعار
شديدة الانخفاض تؤثر على جاذبية الاستثمار في البحث والاستكشاف أمام الشركات العالمية
، مشيرين إلى ضرورة إيجاد ديناميكيات وقرارات من كافة الأطراف سواء منتجين او مستهلكين
لخلق التوازن المطلوب بالسوق.